حقق نادي النصر، فوزًا غاليًا على الهلال بهدفين مقابل واحد، في قمة مباريات الجولة الثامنة من مسابقة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين 2019-2020.
وهذا الفوز الغالي، أعاد نادي النصر – حامل لقب العام الماضي –، إلى المنافسة بقوة على بطولة الدوري، بعد أن ابتعد في بداية الموسم، بسبب تذبذب النتائج.
ورغم أن الجميع أشاد بقدرات اللاعبين الفردية والتي حسمت النتيجة؛ مثل الثنائي المغربي نور الدين أمرابط وعبدالرزاق حمد الله، إلا أن البرتغالي روي فيتوريا، المدير الفني لنادي النصر، كان صاحب الدور الأكبر في فوز فريقه بهذه القمة، من خلال أفكاره الكروية التي طبقها داخل المستطيل الأخضر.
وفي نفس الوقت، لعب الروماني رازفان لوشيسكو، المدير الفني لنادي الهلال، دورًا في خسارة فريقه للقمة، على الرغم من أنه أنهى الشوط الأول متقدمًا بهدف نظيف.
وربما يكون المدربان الكبيران للهلال والنصر، قد طبقا جزءً من فكر المدير الفني الأسطوري بيب جوارديولا، وذلك خلال مجريات اللقاء، والذي نجح مع فيتوريا وفشل مع لوشيسكو.
- ولكن ما هو فكر جوارديولا الذي حاول فيتوريا ولوشيسكو تطبيقه في ديربي الرياض الناري؟
* روي فيتوريا
المدرب البرتغالي، وقع في ورطة كبيرة للغاية قبل المباراة، تمثلت في عدم جاهزية النيجيري أحمد موسى، جناح الفريق الأول، بسبب الإصابة.
وغياب موسى، جعل فيتوريا، يفتقد لجناح أيسر صريح، فأصبح في حيرة من أمره أما يدفع بلاعب شاب "أيمن يحيى أو فهد الجميعة"، أو أنه يغير خطته إلى 5-3-2، حتى لا يضطر للاعتماد على لاعب طرف صريح في الناحية الهجومية؛ مثلما فعل أمام الرائد.
وهنا.. اعتمد المدرب البرتغالي على طريقة جوارديولا، التي تعتمد في الأساس على اللامركزية في اللعب، حيث غير مركز الجناح الأيمن المغربي نور الدين أمرابط، ليلعب في الجانب الأيسر، على أن يشارك يحيى الشهري بدلًا منه.
وأثناء المباراة، ظهر تبادل المراكز بين أمرابط والشهري على الجناحين الأيمن والأيسر، ما ساهم بشكل كبير في خلخلة دفاعات المنافس.
في نفس السياق، اعتمد فيتوريا على طريقة قتل اللعب بالأسلوب الشرعي، حيث قال جوارديولا في وقت سابق، إنه كان يأمر اللاعبين بالاحتفاظ بالكرة في الدقائق الأخيرة وعدم التفريط فيها بأي شكل من الأشكال، خاصة في المباريات التي لا تكون النتيجة فيها محسومة.
وهذا الأمر ظهر في النصر أمام الهلال، فكما قال الناقد الرياضي مبارك الشهري، فإنه لأول مرة منذ سنوات طويلة، كتيبة العالمي يكون لديها ذكاء استنزاف الوقت، في نهاية المباراة .
وأضاف الشهري في تغريدة عبر صفحته بموقع التدوينات القصيرة "تويتر": "مع فيتوريا تم حل المشكلة التي عانى منها النصر لسنوات طويلة والمتمثلة في عدن استنزاف الوقت.. بدليل أن الـ6 دقائق من الوقت بدل الضائع أمام الهلال، انقضت وكأنها دقيقة.. باعتماد قاعدة (ابعد خطر النهايات.. بالاستحواذ في ملعب الخصم)".
* رازفان لوشيسكو
من ناحيته، فإن المدرب الروماني للهلال، هو الآخر حاول تطبيق فكر جوارديولا، ولكن هذه المرة مع مطلع الشوط الثاني من مواجهته أمام النصر، عندما كان متقدمًا بهدف نظيف.
فبين استراحة الشوطين، اضطر لوشيسكو لاستبدال مهاجمه الفرنسي الكبير بافتيمبي جوميز بسبب الإصابة، وهنا كان لوشيسكو في حيرة من أمره، إما الدفع بالمهاجم المعار من الرائد صالح الشهري كتبديل مركز بمركز، أو محاولة تغيير الخطة.
وفي النهاية، قرر لوشيسكو الدفع بالنجم الإيطالي سيباستيان جيوفينكو، صانع ألعاب الفريق الأول، على أن يتبادل مركز المهاجم الوهمي مع زميله البرازيلي كارلوس إدواردو.
وخطة المهاجم الوهمي، اختراعها جوارديولا مع برشلونة الإسباني، ولكنها وجدت فشلًا كبيرًا من لوشيسكو في الهلال، عندما أراد تطبيقها أمام النصر.
اقرأ أيضا
