من هو المشجع الذي اعتقد السنغاليون أنه تمثال ؟ .. نضال التاريخ وشغف المدرجات

تاريخ النشر: 28/12/2025
119
منذ ساعتين
من هو المشجع الذي اعتقد السنغاليون أنه تمثال ؟ .. نضال التاريخ وشغف المدرجات

في ملاعب كرة القدم، اعتدنا أن تسرق الأهداف والمهارات الفنية الأضواء، لكن في بطولة كأس الأمم الإفريقية 2025 بالمغرب، كان للجمهور رأي آخر. 

وشهدت المواجهة النارية التي جمعت بين منتخبي السنغال وجمهورية الكونغو الديمقراطية في مدينة طنجة، ظهوراً استثنائياً لمشجع كونغولي لُقب بـ "لومومبا"، والذي تحول إلى حديث الساعة عبر منصات التواصل الاجتماعي العالمية. 

ولم تكن شهرته بسبب هتافات صاخبة أو أزياء غريبة، بل بسبب صمود بدني أسطوري وموقف رمزي أعاد للأذهان حقبة الاستقلال والنضال الإفريقي، ليثبت أن المدرجات الإفريقية تظل دائماً منبعاً للقصص الإنسانية التي لا تُنسى.

صمود الأرقام القياسية.. 115 دقيقة بلا حراك

وفقاً لما نقله موقع "tribuna" العالمي، فقد سجل المشجع "لومومبا" رقماً لافتاً في التفاني، حيث وقف في مدرجات ملعب طنجة مرتدياً بدلة زرقاء أنيقة، وظل رافعاً ذراعه اليمنى لأكثر من 115 دقيقة متواصلة، شملت زمن المباراة بالكامل بالإضافة إلى الوقت الضائع. 

هذا المشهد جعل الجماهير الحاضرة، وخاصة من الجانب السنغالي، في حالة من الذهول، حيث أقسم بعضهم أنه تمثال وليس كائناً بشرياً نظراً لثباته المطلق وعدم إبدائه أي علامات تعب أو رغبة في تغيير وضعيته، مما جسد دعماً "لامحدوداً" لمنتخب "الفهود" في مهمتهم الصعبة أمام حامل اللقب.

دلالات سياسية وتاريخية خلف "البدلة الزرقاء"

لم تكن هذه الوقفة مجرد حركة عشوائية، بل هي تجسيد واعي لشخصية الزعيم الكونغولي التاريخي "باتريس لومومبا"، أول رئيس وزراء للكونغو بعد الاستقلال. 

واختار المشجع لنفسه هذا الاسم واعتمد هيئة تشبه الزعيم الراحل في أدق تفاصيله، بما في ذلك تسريحة الشعر والنظارات والحركة الشهيرة للذراع التي كان يتميز بها لومومبا في خطاباته الجماهيرية. 

وتعد هذه اللفتة إحياءً لذكرى الزعيم الذي اغتيل في ريعان شبابه، وربطاً بين كفاح الماضي من أجل الاستقلال وكفاح الحاضر من أجل المجد الرياضي في القارة السمراء.

جدل "الفودو" ولحظة التعادل المثيرة

لم يخلُ الأمر من بعض الفكاهة والجدل المرتبط بالمعتقدات الإفريقية، حيث ربط بعض المشجعين بين حركة المشجع ونتيجة المباراة. 

وتحدثت تقارير عن مشجعين سنغاليين زعموا أن "لومومبا" كان يمارس نوعاً من سحر "الفودو" لصالح فريقه، واستدلوا على ذلك بأن اللحظة التي قرر فيها المشجع إنزال ذراعه أخيراً، كانت هي ذاتها اللحظة التي نجح فيها النجم ساديو ماني في تسجيل هدف التعادل للسنغال في الدقيقة 69. 

ورغم أن المباراة انتهت بالتعادل الإيجابي (1-1)، مما حافظ للسنغال على الصدارة وللكونغو على آمالها، إلا أن "لومومبا" غادر الملعب بطلاً شعبياً خطف الأضواء من نجوم كبار بحجم ساديو ماني وسيدريك باكامبو.

اقرأ أيضا

بالأرقام.. ماذا قدم نجوم الدوري السعودي في ليلة اكتساح السنغال لبوتسوانا؟

فيفا يتدخل في الأزمة.. فابريجاس يتعمد إصابة نجم السنغال قبل الأمم الإفريقية

حمل تطبيق سعودي الآن

التعليقات
التعليقات السابقة

اشترك فى القائمة البريدية

احصل على مواعيد المباريات والأخبار الأكثر قراءة يوميا