يجد النجم الفرنسي بول بوجبا نفسه في موقف لا يُحسد عليه، حيث يتسابق مع الزمن لإقناع المدرب ديدييه ديشامب بأنه لا يزال يمتلك مكاناً في تشكيلة "الديوك" الفرنسية قبل نهائيات كأس العالم القادمة.
وبعد انتهاء فترة إيقافه الطويلة بسبب قضية المنشطات، وخروجه من معارك قانونية وعائلية قاسية استنزفت طاقته الذهنية، عاد بوغبا إلى الملاعب من بوابة نادي موناكو في يوليو الماضي.
ومع ذلك، لم تكن العودة مفروشة بالورود، إذ اصطدم بطل العالم 2018 بواقع بدني مرير وجسد لم يستجب تماماً لتطلعاته، لتصبح مشاركته في المحفل العالمي القادم مهددة أكثر من أي وقت مضى.
ظهور رمزي ودقائق خجولة في موناكو
منذ انضمامه إلى موناكو، لم يتمكن بوجبا من فرض نفسه كعنصر أساسي في حسابات المدرب البلجيكي بوكونيولي، حيث اقتصرت مشاركاته على 30 دقيقة فقط موزعة على ثلاث مباريات.
وكانت البداية رمزية في 22 نوفمبر الماضي أمام رين، حين شارك لخمس دقائق فقط في مباراة كان فيها فريقه متأخراً برباعية.
ورغم إشادة المدرب بجهوده وتفانيه في التدريبات، إلا أن افتقاره للياقة المباريات الكاملة بدا واضحاً، خاصة وأن إصاباته العضلية المتكررة أجهضت كل محاولة لبناء استمرارية في الأداء الفني داخل الملعب.
ومضات من الإبداع وسط حصار الإصابات
على الرغم من قلة الدقائق، إلا أن بوجبا أثبت في بعض اللحظات أنه لم يفقد لمسته السحرية؛ ففي مواجهة باريس سان جيرمان يوم 29 نوفمبر، لعب دوراً حاسماً في تأمين فوز صعب لموناكو، حيث ساهم وجوده في إرباك خط وسط البطل الباريسي رغم نقص فريقه العددي.
ومع ذلك، سرعان ما عادت الإصابات العضلية لتطارد نجم مانشستر يونايتد السابق، مما أجبره على الغياب عن مواجهات هامة ضد غلطة سراي ومارسيليا في ديسمبر الجاري، ليخضع حالياً لبرنامج تعافٍ تدريجي صارم تشرف عليه الأطقم الطبية في موناكو.
رهان سانتياجو برنابيو والفرصة الأخيرة
تتجه الأنظار الآن نحو يوم 20 يناير المقبل، حيث يضع نادي موناكو وبوغبا نفسه هدفاً رئيسياً بالعودة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد على ملعب "سانتياجو برنابيو".
وتمثل هذه الموقعة الفرصة الذهبية لبوجبا لإثبات جاهزيته في أعلى المستويات التنافسية أمام أنظار ديشامب. وتدرك إدارة موناكو أن التسرع في إشراكه قد يؤدي إلى انتكاسة جديدة، لذا يتم التعامل مع حالته بحذر شديد.
إن نجاح بوجبا في استعادة لياقته البدنية قبل الربيع القادم سيكون المفتاح الوحيد لعودته إلى صفوف المنتخب، في مهمة تبدو شاقة ولكنها ليست مستحيلة للاعب اعتاد على مواجهة الصعاب.
اقرأ أيضا

التعليقات السابقة