أكثر من مجرد اسم.. كتاب جديد يكشف السر وراء تسمية لامين يامال

خلف الأضواء الساطعة في ملعب "كامب نو" والمهارات التي أبهرت عشاق كرة القدم حول العالم، تكمن قصة إنسانية عميقة مليئة بالتحديات والصعوبات التي صقلت شخصية النجم الشاب لامين يامال.

ففي كتابه الأخير الذي يحمل عنوان "ظاهرة لامين يامال" (Fenómeno Lamine Yamal)، نجح الصحفي بيدرو مولينا في الكشف عن جوانب غير معروفة من حياة الموهبة الإسبانية، مسلطاً الضوء على جذوره التي نمت في بيئة قاسية اتسمت بالفقر وعدم الاستقرار، قبل أن يصبح اليوم الاسم الأكثر تداولاً في الصحافة الرياضية العالمية.

سر التسمية: وفاء في زمن الشدة

كشف الكتاب أن اسم "لامين يامال" لم يكن مجرد اختيار عشوائي من قِبل الوالدين، شيلا ومونير، بل كان تجسيداً لأسمى معاني الوفاء. ف

وخلال فترة الحمل، عانت العائلة من ظروف اقتصادية خانقة كادت أن تعصف باستقرارها، وفي تلك المرحلة المظلمة، ظهر صديقان مقربان قدما دعماً أساسياً للزوجين؛ أحدهما يُدعى "لامين"، وهو سائق سيارة أجرة من جامبيا، والآخر يُدعى "يامال". 

وعرفاناً بالجميل لهذين الرجلين اللذين وقفا بجانب العائلة في محنتها، قرر الوالدان إطلاق اسميهما على طفلهما الذي ولد في 13 يوليو 2007، ليحمل رسمياً اسم "لامين يامال نصراوي إبانا".

النشأة تحت ظلال اليونيسف والمساعدات الاجتماعية

لم تكن الطفولة المبكرة ليامال مفروشة بالورود، إذ يروي مولينا في كتابه أن الأشهر الأولى من حياة النجم الصاعد شهدت حالة حادة من عدم الاستقرار المادي والنفسي للعائلة. 

واضطرت الأسرة للعيش في الأحياء الفقيرة والمهمشة بكاتالونيا، حيث استفادت من برامج المساعدات الاجتماعية والدعم الذي قدمته منظمة "اليونيسف". 

ومن المفارقات العجيبة أن يظهر يامال لاحقاً في صور شهيرة وهو رضيع مع أسطورة النادي ميسي ضمن حملة خيرية للمنظمة، وهو ما يعكس حجم الارتباط الوثيق بين ظروف عائلته الصعبة والمنظمات الإنسانية التي كانت ترعى الفقراء في تلك المناطق.

الجدة فاطمة.. صمام الأمان والحماية

يبرز الكتاب دوراً محورياً لم يُسلط عليه الضوء سابقاً، وهو دور الجدة "فاطمة"، التي يعتبرها المؤلف حجر الزاوية في تكوين شخصية يامال القوية. ففي ظل انشغال الوالدين بالبحث عن لقمة العيش ومواجهة ضغوط الحياة، كانت الجدة فاطمة هي الحضن الدافئ وصمام الأمان الذي وفر الرعاية والحماية للطفل الصغير. 

ويرى مولينا أن القيم التي غرزتها الجدة في حفيدها، وقدرتها على إبقائه بعيداً عن الانحرافات في بيئة صعبة، كانت السبب الرئيسي وراء نضجه المبكر واتزانه النفسي الذي يظهره اليوم أمام آلاف الجماهير في الملاعب الكبرى.

اقرأ أيضا

تصريحات نارية..فليك يكشف غضب لامين يامال بعد استبداله أمام فرانكفورت!

فيديو| شاهد رد قاسي من لامين يامال على صافرات استهجان جماهير فياريال