يواجه المدرب الإسباني تشابي ألونسو تحدياً مصيرياً وحالة من الغموض تكتنف مستقبله مع نادي ريال مدريد، خاصة بعد سلسلة من النتائج المخيبة للآمال التي هزت استقرار "البيت الملكي".
ومع اقتراب الفريق من ختام مرحلة هامة من الموسم، تتصاعد التكهنات في مدريد حول مصير ألونسو، ما بين الإقالة الوشيكة أو منح الفرصة للاستمرار، في ظل معطيات معقدة تتداخل فيها الأداء الفني بقرارات الإدارة.
1. النتائج السيئة الأخيرة والأداء المتذبذب
تُعد النتائج الأخيرة، وبالأخص الهزيمتان المتتاليتان أمام سيلتا فيجو في الدوري الإسباني ومانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا، بمثابة القشة التي قصمت ظهر الثقة الممنوحة للمدرب.
لم تقتصر الأزمة على الخسائر، بل امتدت لتشمل تراجعاً واضحاً في الأداء الفني العام للفريق. حيث ظهر الفريق مفتقداً للحدة والتنظيم التكتيكي، خاصة في الجانب الدفاعي وفعالية خط الهجوم، رغم عودة نجوم مثل كيليان مبابي.
هذا التذبذب، في فريق بحجم ريال مدريد، يضع علامات استفهام كبيرة حول قدرة ألونسو على السيطرة على غرفة الملابس وتحقيق الاستقرار التكتيكي المطلوب.
2. العلاقة مع غرفة خلع الملابس وتدخل فلورنتينو بيريز
على الرغم من إعلان ألونسو نفسه عن وجود "علاقة جيدة" مع اللاعبين والقتال من أجل "الهدف المشترك"، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تقارير عن خلافات داخلية وتدخلات غير مسبوقة من الرئيس فلورنتينو بيريز لحل بعض الأزمات.
وتحديداً، التدخل الأخير لحل الخلاف بين فينيسيوس جونيور وبعض القرارات الفنية، يوضح أن العلاقة بين ألونسو وبعض النجوم لم تعد مثالية.
فتدخل بيريز لحل المشاكل الفردية يعكس أن المدرب قد فقد جزءاً من سلطته المطلقة داخل غرفة الملابس، وهي إشارة قوية تدل على عدم استقرار الوضع الإداري الفني.
3. صراع الرؤى: مطالبة ألونسو بالتغيير الجذري
تُشكل مطالبة تشابي ألونسو بإجراء تغيير جذري في أسلوب إدارة الكرة داخل ريال مدريد، وتحديداً في السياسة التعاقدية وهيكلة الفريق، نقطة خلاف جوهرية مع الرئيس بيريز.
بينما يميل ألونسو إلى إحداث تغييرات شاملة تتناسب مع رؤيته المستقبلية، يفضل بيريز الإبقاء على نموذج إداري أكثر مركزية وثباتاً، على غرار ما كان عليه الوضع مع المدرب السابق كارلو أنشيلوتي.
هذا التضارب في الرؤى بين المدرب ورئيس النادي يعتبر عائقاً كبيراً أمام استمرار ألونسو على المدى الطويل، لأن بيريز نادراً ما يتنازل عن رؤيته الشاملة لمستقبل النادي.
4. التسريبات وطرح أسماء بديلة من "الكاستيا"
في ظل الضغط الإعلامي والجماهيري، تزايدت التسريبات عن احتمالية رحيل ألونسو، وبدأت تظهر أسماء مدربين من الفئات السنية في ريال مدريد كبدائل محتملة.
ومن أبرز الأسماء المطروحة راؤول جونزاليس وسانتياجو سولاري، هذا التوجه يعكس سياسة النادي المعتادة بالاعتماد على أبناء النادي في الأوقات الصعبة (سياسة زيدان)، ويرسل رسالة قوية بأن الإدارة تستعد لـ "خطة بديلة" في حال قررت التضحية بألونسو.
5. تحليل نسبة الاستمرار والبديل المناسب
بناءً على المعطيات السابقة، يمكن تحليل نسبة استمرار تشابي ألونسو كالتالي:
نسبة استمرار ألونسو حتى نهاية الموسم: 30%
يواجه ألونسو تحدياً كبيراً في استعادة الثقة، خاصة مع اقتراب الميركاتو الشتوي وتأثير الغيابات المتعددة.
الهزيمة القادمة قد تكون كافية لإنهاء مسيرته.. لكن، إذا نجح في تحقيق انتصارات ساحقة متتالية والعبور في دوري الأبطال، قد تزداد النسبة بشكل طفيف.
البديل المناسب:
في ظل الأوضاع الحالية التي تتطلب الاستقرار والهدوء ومعرفة جيدة بأروقة النادي، يعتبر راؤول جونزاليس هو البديل الأنسب.
راؤول يمتلك خبرة تدريبية جيدة مع فريق "الكاستيا"، ويحظى بدعم جماهيري وإداري كبير كأحد "أبناء النادي" القادرين على استيعاب الضغط، كما أن اختياره سيعيد الهدوء إلى غرفة الملابس بوجود شخصية أسطورية تحظى بالاحترام.
-يبدو أن مستقبل تشابي ألونسو معلق بخيط رفيع.. ومع صراع الرؤى.
اقرأ أيضا
ريال مدريد يفتقد 11 لاعبًا في مواجهة ألافيس بالدوري الإسباني
التعليقات السابقة