حرص الوليد الكعيد، المدير التنفيذي السابق لاتحاد الملاكمة، على توضيح سر التحول المذهل في كرة القدم السعودية، بعد الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة.
وكتب الكعيد، تقريرا عن النمو السريع الذي شهدته كرة القدم في السعودية، وتحولها من دوري إقليمي إلى قوة عالمية.
وأشار إلى أنه في السنوات الأخيرة، شهدت كرة القدم في السعودية نموًا سريعًا، حيث تحولت من دوري إقليمي قوي إلى قوة عالمية ناشئة. ويعود هذا التحول اللافت إلى الاستثمارات الضخمة، والشراكات الاستراتيجية، ومبادرة "رؤية السعودية 2030" الطموحة التي أطلقتها الحكومة. كما ساهمت التعاقدات مع لاعبين بارزين وتطوير البنية التحتية في تسليط الضوء على دوري المحترفين السعودي (SPL) على الساحة الدولية، مما جعله لاعبًا أساسيًا في منظومة كرة القدم العالمية.
1. التعاقد مع لاعبين بارزين: استقطاب المواهب العالمية
من العوامل الحاسمة في صعود الدوري الاسكتلندي الممتاز قدرته على استقطاب مواهب من الطراز الرفيع من أفضل الدوريات العالمية. منذ عام ٢٠٢٣ ، استقطب الدوري نخبة من ألمع نجوم كرة القدم، محققًا اهتمامًا إعلاميًا عالميًا واسعًا.
وقع كريستيانو رونالدو مع نادي النصر في أوائل عام 2023 ، وهي الخطوة التي جذبت ملايين المشجعين الجدد إلى الدوري السعودي للمحترفين.
وفي عام 2024 ، انضم كريم بنزيمة ونجولو كانتي إلى نادي الاتحاد ، فيما وقع نيمار مع الهلال في صفقة قياسية بلغت قيمتها نحو 90 مليون يورو .
وفقًا لموقع Transfermarkt ، أنفقت أندية الدوري الاسكتلندي الممتاز أكثر من مليار دولار في رسوم الانتقالات خلال فترة الانتقالات الصيفية لعام 2023 ، لتحتل المرتبة الخامسة بين الدوريات الكبرى عالميًا في إنفاق الانتقالات.
ولم تساهم هذه التعاقدات رفيعة المستوى في تحسين القدرة التنافسية للدوري فحسب، بل عززت أيضًا جمهوره العالمي، حيث يتم بث مباريات الدوري الاسكتلندي الممتاز الآن في أكثر من 170 دولة .
2. الاستثمارات الاستراتيجية وتطوير البنية التحتية
يتجاوز استثمار المملكة العربية السعودية في كرة القدم مجرد التعاقدات مع اللاعبين. فقد خصص صندوق الاستثمارات العامة ، الذي استحوذ على حصص في أربعة أندية رئيسية في الدوري السعودي للمحترفين - النصر ، والهلال ، والاتحاد ، والأهلي - مليارات الدولارات لتحسين البنية التحتية والمعايير التشغيلية للدوري.
تشمل الاستثمارات الرئيسية
2 مليار دولار لتطوير البنية التحتية : يشمل ذلك تجديد الملاعب الحالية وبناء مرافق جديدة ومتطورة لاستضافة المباريات المحلية والدولية.أكاديميات تنمية الشباب : تم إطلاق العديد من الأكاديميات الجديدة لرعاية المواهب المحلية، وضمان خط مستدام من النجوم المستقبليين.
توسيع نطاق كرة القدم النسائية : تم أيضًا إجراء استثمارات في الدوري السعودي لكرة القدم للسيدات ، مما يعزز الشمول بين الجنسين في الرياضة.
وتهدف هذه الجهود إلى وضع المملكة العربية السعودية كوجهة رئيسية للمواهب العالمية في مجال كرة القدم والمشجعين والمستثمرين.
(المصدر: PwC )
3. الاعتراف الدولي والشراكات الإعلامية
أدت جهود المملكة العربية السعودية للارتقاء بصناعة كرة القدم إلى زيادة الاعتراف الدولي بها. وقد تعززت شعبية الدوري السعودي للمحترفين عالميًا بفضل شراكاته مع كبرى محطات البث التلفزيوني ومشاركته في المسابقات الدولية.
صفقات البث : أبرم الدوري الاسكتلندي الممتاز شراكات مع DAZN و beIN Sports ومنصات رئيسية أخرى، مما يضمن تغطية عالمية لمبارياته.
كأس العالم للأندية : في عام 2023 ، استضافت المملكة العربية السعودية كأس العالم للأندية ، مما أظهر قدرتها على استضافة الأحداث الدولية الكبرى.
النمو على وسائل التواصل الاجتماعي : شهدت الحسابات الرسمية للدوري السعودي للمحترفين على وسائل التواصل الاجتماعي زيادة في عدد المتابعين بنسبة 300% بين عامي 2023 و2024 ، مما يعكس الاهتمام العالمي المتزايد بكرة القدم السعودية.
4. الأثر الاقتصادي لنمو كرة القدم في المملكة العربية السعودية
لا يقتصر تطور كرة القدم في المملكة العربية السعودية على إعادة تشكيل المشهد الرياضي فحسب، بل يُسهم أيضًا بشكل كبير في الاقتصاد الوطني. ووفقًا لتقرير صادر عن شركة برايس ووترهاوس كوبرز ، من المتوقع أن تُساهم كرة القدم بأكثر من 5 مليارات دولار أمريكي سنويًا في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية بحلول عام 2030 .
المساهمات الاقتصادية الرئيسية
السياحة : من المتوقع أن تجذب المباريات رفيعة المستوى والبطولات الدولية أكثر من مليون زائر سنويًا ، مما يعزز قطاعي الضيافة والتجزئة.
خلق فرص العمل : لقد خلقت صناعة كرة القدم بالفعل 20 ألف وظيفة جديدة ، ومن المتوقع أن تصل إلى 50 ألف وظيفة بحلول عام 2030 .
الترويج والرعاية : مع تزايد الاهتمام العالمي، وقعت الأندية السعودية صفقات رعاية بملايين الدولارات وأطلقت حملات ترويجية ناجحة، مما ساهم في زيادة إيرادات الدوري.
5. الآفاق المستقبلية: مسار المملكة العربية السعودية لتصبح قوة كروية عالمية
مع استعداد المملكة العربية السعودية رسميًا لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام ٢٠٣٤ ، تتحقق رؤية المملكة لكرة القدم بسرعة. ويتماشى هذا الإنجاز الضخم تمامًا مع أهدافها الأوسع في إطار رؤية ٢٠٣٠ ، مما يعزز مكانتها كلاعب رئيسي في المشهد الكروي العالمي.
وتشمل مجالات التركيز الرئيسية للنمو المستقبلي ما يلي:
تنمية الشباب : يظل توسيع نطاق الأكاديميات الشبابية والبرامج الشعبية أولوية قصوى لتنمية المواهب المحلية وبناء خط أنابيب مستدام من النجوم المستقبليين القادرين على المنافسة على المسرح العالمي.
الشراكات العالمية : ستواصل المملكة التعاون مع أفضل الأندية والدوريات الأوروبية لتعزيز أساليب التدريب وتحسين أداء اللاعبين وتعزيز تبادل المعرفة.
كرة القدم النسائية : بناءً على التقدم السريع الذي أحرزته دوري كرة القدم النسائية السعودي ، تهدف المملكة العربية السعودية إلى زيادة مشاركة الإناث بشكل أكبر، وتحسين المرافق، وتعزيز الرؤية من خلال المسابقات المحلية والدولية.
الاستدامة : مع الاستعدادات الجارية لكأس العالم 2034، تلتزم المملكة العربية السعودية بتطبيق الممارسات الصديقة للبيئة في بناء الملاعب وإدارة الفعاليات والعمليات لتلبية معايير الاستدامة العالمية.
ومن خلال التركيز على هذه المجالات الرئيسية، تهدف المملكة العربية السعودية ليس فقط إلى تنظيم كأس عالم ناجح في عام 2034، بل وأيضاً إلى ترك إرث دائم يحول مستقبل كرة القدم في المنطقة وخارجها.
الخلاصة: من الدوريات المحلية إلى الاهتمام العالمي
يُعد التطور السريع لكرة القدم في المملكة العربية السعودية دليلاً على الرؤية الاستراتيجية للمملكة، واستثماراتها الجريئة، وشغفها بهذه الرياضة. فمن خلال التعاقدات رفيعة المستوى والبنية التحتية عالمية المستوى، وصولاً إلى الشهرة العالمية، تسير المملكة العربية السعودية بخطى ثابتة نحو أن تصبح قوة كروية عالمية.
مع استمرار نمو الدوري السعودي للمحترفين وجذبه اهتمامًا عالميًا، يبدو مستقبل كرة القدم في المملكة العربية السعودية واعدًا. وبفضل أهدافها الطموحة في إطار رؤية 2030، لا تقتصر المملكة على إعادة تشكيل دوريها المحلي فحسب، بل تترك أيضًا بصمة بارزة على الساحة الكروية العالمية.
اقرأ أيضا
دوناروما يقترب من دوري روشن السعودي عبر هذا النادي .. منافسة أوروبية
التعليقات السابقة