ما أشبه اليوم بالبارحة.. في تاريخ السابع من مايو عام 2006، خاض الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان على ملعب سانتياجو برنابيو، في قلب العاصمة مدريد، أخر مبارياته بقميص ريال مدريد ضد فياريال في ختام الدوري الإسباني حينها.
وفي الـ25 من مايو عام 2024 أي بعد 18 عاما و18 يوما، سيخوض الأسطورة الألمانية توني كروس أخر مبارياته بقميص ريال مدريد على ملعب سانتياجو برنابيو، ضد ريال بيتيس في ختام مباريات الدوري الإسباني.
زيدان رغم تألقه وقتها، صدم العالم وأعلن اعتزال كرة القدم ومغادرة ريال مدريد عقب انتهاء مشاركته مع منتخب فرنسا في نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا، والأن الحدث ذاته يكرره توني كروس ويقرر الاعتزال بعد أن يشارك مع منتخب ألمانيا في كأس الأمم الأوروبية "يورو 2024".
زيدان الذي عاد من الاعتزال الدولي وقتها لينقذ منتخب فرنسا المتراجع قرر إنهاء مسيرته بأفضل طريقة ممكنة، وها هو كروس يفعلها مجددا ويقرر الخروج من الباب الكبير بالعودة من الاعتزال الدولي وقيادة منتخب ألمانيا الذي يعاني في اليورو، بعد موسم خرافي بقميص ريال مدريد.
توني كروس بـ22 لقبا مع ريال مدريد خلال 10 سنوات بعيدا عن ما حققه مع بايرن ميونخ والمنتخب الألماني، وبآدائه الرشيق وتمريراته التي رسمت خطوط هندسية في المستطيل الأخضر، كتب اسمه في لائحة أبرز نجوم وسط الملعب في التاريخ الحديث لكرة القدم.
قرارات كروس كما كانت مدروسة دائما وبناء على معطيات هندسية قوية داخل الملعب، فهي ذاتها خارجه، فالرجل الألماني الأنيق كان صريحا منذ سنوات "أريد الخروج من عالم كرة القدم وأنا على قمة الهرم".
ما قاله كروس نفذه بالفعل وقرر مغادرة المستطيل الأخضر من باب الأساطير، وهو أساسيا مع ريال مدريد وحاسما في مشوار الفريق نحو لقب الدوري الإسباني الـ36، وأحد قادة العبور لنهائي دوري أبطال أوروبا في ويمبلي، وربما بعد أيام سيرفع الكأس الأوروبية السادسة في تاريخه.
زيدان قرر الاعتزال في عمر الـ34، وكروس سار على خطاه في العمر والمسيرة وقرار الخروج من الملاعب، لأن الأساطير لا يخرج منهم سوى القرارات الاستثنائية دائما بأفضل صورة ممكنة تظل عالقة في أذهان المشجعين على مر التاريخ.
