اتخذ ريال مدريد على عكس غريمه التقليدي برشلونة مسار أخر في تحمل المعاناة عند مواجهة مانشستر سيتي الإنجليزي، وتأهل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة تواليا.
ريال مدريد تحمل طوال 120 دقيقة ضغط متواصل من مانشستر سيتي على مرمى الحارس لونين، ونجح في العبور بسلام لركلات الترجيح التي تدرب عليها بشكل جيد، وفاز ببطاقة العبور الأوروبية.
وعلى النقيض تماما، برشلونة لم يتحمل لحظة خطر واحدة من باريس سان جيرمان على مرماه، ليفقد مدافعه أراوخو مطرودا في الدقيقة "29"، ويتحول كل شيء بعدها لكابوس انتهى برباعية في ملعبه.
ما حدث في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، يوضح الفارق الكبير في قوة الشخصية ما بين لاعبي ريال مدريد وبرشلونة، الفرق ما بين الشجاعة والخوف، ما بين التركيز والانهيار الذهني.
تيري هنري أسطورة أرسنال وبرشلونة فسر أخطاء لاعبي برشلونة ومدربهم تشافي هيرنانديز ضد باريس سان جيرمان بـ"الخوف"، قائلا: "عندما يسيطر عليك شعور الخوف فأنك ترتكب الأخطاء واحدا تلو الأخر حتى تسقط".
أراوخو خاف من أن يسجل باركولا التعادل لباريس، فقرر الخروج مطرودا، وتشافي لم يتمالك أعصابه فلم يستطيع أن يدير المباراة وخرج مطرودا أيضا، نهاية بكانسيلو الذي خرج عن تركيزه وأخطأ بشكل غير مبرر.
ريال مدريد على الجانب الأخر، رغم قوة مانشستر سيتي وسيطرته حافظ الجميع على هدوئه في التعامل مع كل لحظات المباراة، دون شك في قدرتهم على تجاوز المنافس، بقيام كل فرد في منظومة الفريق بدوره على أكمل وجه حتى النهاية.
النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عقب السقوط التاريخي لبرشلونة ضد بايرن ميونخ في 2020 بنتيجة (8-2)، تحدث عن الخطأ الأكبر في هزائم فريقه وقتها قائلا: "نحن نادي لا يعرف كيف يعاني".
وفسر على الجانب الأخر، سيرخيو راموس قائد ريال مدريد الأسطوري والمتوج بـ4 ألقاب دوري أبطال أوروبا، سر نجاحات الفريق الملكي بقوله: "السر في قدرة المجموعة على تحمل المعاناة والعبور منها بالانتصار".
يوضح ما قاله ميسي وما خرج من كلمات راموس، الفارق الجوهري بين ريال مدريد وبرشلونة في البطولات الأوروبية، وهو ما يتم ترجمته على الفوز بـ 14 لقبا في دوري الأبطال، مقابل (5) ألقاب فقط.